عندما كنت أسمع حديث النبي عليه الصلاة والسلام: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، كان يتردد على مسامعي هذا الحديث كلما بلغني خبر عن شخص أعرفه أو حتى لا أعرفه. فيتراءى لي أن الصحة تعني الحياة، وأن الفراغ هو تلك المساحة التي قد لا نشعر بها، لأننا نتوارى أمام الآخرين بمشاريع تكاد تكون وهمية، فقط لنحصل على مكانة بينهم، فنظهر كأننا عنصر مهم في المجتمع.
لكن، رغم ذلك، لا نحصد سوى وهْم يسرق منا عُداد العمر، حتى نتفاجأ بمعنى الصحة مع أول ألم نشعر به. نستحضر حينها كل ما مررنا به من هموم، وكيف كنا نكابر أمام صغائر آلامنا، وننشغل بأمور لا تستحق حتى أدنى اهتمامنا.
أدركت وقتها أن الفراغ لا نستغله كما ينبغي، وأنه فرصة كان يجب أن نبني بها أثرًا يُذكر. أما الألم، فما هو إلا ناقوس إنذار بزوال صحة أهدرناها دون أن نشعر، بينما قطار الحياة لا يتوقف إلا حينما يأذن الله تعالى.
وأخيرًا، حياتنا ليست مبعثرة، بل يقين صادق نقدمه لأحبتنا، نسعى من خلاله أن نغرس بذرة طيبة تسمو على جبين كل من نحب.
فاذكرونا ولا تنسونا من دعوة.
علي الصافي/السعودية